( ن والقلم وما يسطرون )
أقسم الله سبحانه وتعالى بالقلم لما له من أهمية كبرى وتأثير عظيم وليس لأحد
من المخلوقات كما هو مقرر في الشريعة أن يقسم بشيء من المخلوقات وإنم
ذلك لله سبحانه وتعالى
القلم كائن صغير الحجم خطير المكانة عظيم المنزلة تجري ريشته الأنيقة
الرشيقة فتحول الساكن إلى متحرك والراكد إلى هائج مائج وتسكب السعادة
في كوؤس قوم والشقاء في كؤوس آخرين
هذا القلم أمانة والأمانة عظيمة وحملها خطير فلا يصح لمسلم يخاف ربه
أن يتلاعب به تلاعب الصبيان ويخط به كلمات الزور والبهتان ويسخره
للمز والاستهزاء
إن كلمة يكتبها صاحب القلم لاتعدو أن تكون زهرة يسعد بشذاها يوم
يقابل ربه أو جمرة يشقى بلهبها الحارق يوم لا ينفع مال ولابنون
حملة الأقلام
ينقادون خلفه وكأن السيوف الحادة مصلتة على رقابهم، يتقاذفون بعضهم بالسباب
والشتائم وكأنهم
قذائف صاروخية مداها بُغض حِِقد بسببه!!..، يُرشق به مشاعر وشعائر وشرائع !!..،إن رصاصاته
من نوع فريد تخترق الدماغ فتصيبه بورم خبيث لا تستطيع أكبر المصحات العلاجية علاجه أو مجرد
اكتشاف وجوده !!..، نعم.. هذه هي لعبته ..لعبة السلاح التي عمت أقاصي الدنيا ، إنه سلاح
عجيب ..لا يباع في السوق السوداء ولا يُهرّب في منأى عن أعين الحراس ، بل تراه في كل مكان و قد
يدخل بيتك وقد تحمله أيضاً في جيبك دون أن تدفع في مقابله أي شيء!!..، كم فرق به جماعات وكم
أُنزل به من هامات وكم فُضح به من نفوس وكم أزيح به القناع عن وجوه!!..، إنه سلاح خطير في يد
من لا يأمن جانبه..،إنه سلاح محظور وقد سُلِّم للأسف لمن لا يكف عن رميه في كل اتجاه ودون
وعي !!..، إنه في الوقت ذاته يمكن أن ينصر الأمة ويعز مكانتها و يبصر العمي و يرشد الحائرين